بقلم الدكتور محمد عبد الحميد الزهار
لليوم الثاني والثلاثين على التوالي ، تستمر الحرب بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي ، منذ بدء عملية طوفان الأقصى، حيث يكثف الجيش الإسرائيلي الغارات والقصف الجوي والمدفعي والبحري على قطاع غزة، فيما تستهدف الفصائل الفلسطينية وفي طليعتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، حشود قوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في القطاع .
وفي إطار التصعيد المستمر ، فقد لاح خطرٌ في الأفق حيث كشفت وثيقة ألمانية مسربة والتي لم يتم تقديمها بشكل رسمي، عن عدة مقترحات بشأن قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الحالية، تشمل المقترحات، تشكيل تحالف دولي يتولى إدارة القطاع ، وتقترح أن يتم إدارة القطاع بالتعاون بين التحالف الدولي الذي سيتم تشكيله وبين الأمم المتحدة، ويتولى هذا التحالف تأمين غزة كهدف معلن ، وتفكيك أنظمة الأنفاق وتهريب الأسلحة إلى القطاع كهدف مستتر .
ويجدر الإشارة إلى أن خطر وثيقة ألمانيا على مصر يكمن في انتشار قوات من حلف الناتو على الحدود المصرية عند رفح، بما يعني تهجير الفلسطينيين عاجلا أم أجلا، وهذا المقترح الألماني يستهدف مصر قبل فلسطين، فإن لم ترضخ مصر لإملاءات دول الناتو فستصبح في حالة حرب معهم حينئذ وان وافقت فسيتم تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وكلاهما خيار مر ، وهكذا يمكن ان نسميها صفقة الدم او الخطة الشيطانية الكبرى ، فبدلا من ان تدخل اسرائيل في مواجهة مباشرة مع مصر ، ولعدم قدرتها على ذلك ، جاءت بتلك الفكرة الشيطانية لتنفيذ مخططها بتصفية القضية الفلسطينية وتصديرها لمصر .
ولو رجعنا في ذاكرتنا للوراء في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وما أعلنه من صفقة القرن والتي عارضها حينئذ ملك الأردن وأدت إلى محاولة امريكا بمباركة سعودية الإنقلاب عليه عام ٢٠٢١ خلال محاولة انقلاب فاشلة من قبل اخيه الامير حمزة ، وهذا ما يمكن ان نعتبره تهديدا له ليرضخ لمطالبهم ويكف عن معارضتهم ، ويبدو ان الصفقة الجديدة المقترحة ماهي إلا نسخة معدلة من صفقة القرن لتقويض القضية الفلسطينية ومن حولها مصر والأردن .
ولعل هذا ماانتبهت له القيادة المصرية ، فجاءت زيارة رئيس الوزراء المصري لرفح المصرية وعقده مؤتمرا صحفيا غاية في الأهمية هناك ، ليبعث برسالة قوية لجميع الأطراف محل النزاع ومن يقف وراءهم بأن سيناء مصرية وستظل مصرية ولن نسمح بتهجير الفلسطينيين الى سيناء ، كما وحرص على زيارة الكتيبة ١٠١ بالجيش المصري ليبعث برسالة اخرى مفادها ان جيش مصر سيظل مرابط وعلى اهبة الاستعداد لمواجهة جميع الاحتمالات وكافة السيناريوهات التى تستهدف مصرنا الحبيبة .
الدكتور محمد عبد الحميد الزَّهار أمين أمانة العلاقات الخارجية بالمركزية بحزب حماة الوطن
وعضو لجنة الطوارئ التنفيذية ببيت العائلة
والأمين المساعد للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة