الدكتور محمد الزهار يكتب عن الأسباب الحقيقية للحرب على غزة ومحاولة تهجير أهلها !

بقلم الدكتور : محمد عبد الحميد الزهار .

 

يبدو أن هناك أسباب خفية غير معلنة للحرب على غزة وارتكاب مجازر بحق أهلها ومحاولة تهجيرهم لشبه جزيرة سيناء ، فلو تأملنا جيدا لأدركنا ان العدو الصهيوني له دوافع شيطانية لتلك الحرب وهي إنشاء ممر تجاري عالمي جديد يصل الهند بالقارة الأوروبية عبر اسرائيل .

وكان قد اتفق قادة الولايات المتحدة والهند والسعودية والإمارات، إضافة إلى دول من الاتحاد الأوروبي على إنشاء ممر التجارة من الهند، في اجتماعهم في نيودلهي على هامش قمة العشرين في وقت سابق من سبتمبر/ أيلول الجاري.

الممر الذي يُرتقب أن يكون أطول ممرات التجارة في العالم يُتوقع أن يمر من الشرق الأوسط، وتتعدى الغاية منه الجانب الاقتصادي إلى تحقيق أهداف سياسية إقليمية وعالمية وتقف ورائها إسرائيل.

 

فأي طريق يسلك الممر، وما هي أهدافه، وهل من عوائق وتحديات أمام تنفيذه على الأرض ؟!

يشمل ممر التجارة من الهند بناء خطوط للسكك الحديدية وأنابيب لنقل الطاقة وكابلات بحرية لنقل البيانات، إضافةً إلى إعادة تهيئة بعض المواني التي ستكون جزءًا منه.

ولكنّ للمشروع أبعادًا أكبر من التجارة، إذ يعد بمنزلة رد أميركي على مبادرة “الحزام والطريق” الصينية التي يُنظر إليها في الغرب على أنها مشروع جيوسياسي بغطاء اقتصادي و تنموي من أجل مد نفوذ بكين في آسيا وإفريقيا وأوروبا.

وكان قد قام الرئيس الصيني شي جين بينج خلال زيارته إلى كازاخستان بإعلان خطته لتأسيس طريق حرير جديد يصل الصين بأوروبا، تحت اسم “الحزام والطريق” وشعار “حزام واحد.. طريق واحد”، باستثمارات متوقعة تتراوح بين 4 و8 تريليونات دولار بعد انتهائه، وهو ما أشعل فتيل حرب باردة اقتصادية جديدة بين العملاقين الصين والولايات المتحدة ومحاولة كل منهما إنشاء الطريق الأهم عالميا .

علاوة على ذلك، يهدف المشروع إلى تثبيت الشرق الأوسط منطقة نفوذ أميركي، ردًا على أي محاولة صينية لاختراقها، وتلك رسالة حملها نيتانياهو لدى حضوره اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة قبل حرب غزة باسابيع ، وحمل خريطة وضح بها طريق ممر التجارة الجديد عبر قطاع غزة !

لكن في حين يصف الرئيس الأميركي المشروع بـ “التاريخي”، لا يبدو أن الطريق لتحقيقه مفروش بالورود ، ويأتي في طليعة الأسباب لذلك عدم اكتمال البنية التحتية، وملف التطبيع بين إسرائيل ودول عربية ، والملف الأهم وهو القضية الفلسطينية وفي مقدمتها غزة .

ولعل ما أود لفت الأنظار إليه أيضا هو تهميش الولايات المتحدة لغاز ايران وروسيا ومحاولة استبدال الغاز القادم منهما للقارة الأوروبية ببديل اخر ، والذي اتضح بعد ذلك أنه حقل غاز ليفاياثين والذي اكتشف حديثا بجوار ساحل فلسطين وسوريا ومصر ، حيث رفضت سوريا بيع حصتها من الحقل لشركة غاز قطرية وعقب ذلك نشبت بها الحرب بمباركة امريكية ! .

وكل هذا يقودنا إلى الانتباه بأن كل ما يجري حولنا دوافعه الأولى اقتصادية لمحاولة السيطرة على مصادر الطاقة وطرق التجارة واقتصاد العالم ، وهو ماتدركه إسرائيل جيدا وتسعى لتحقيقه بشتى الطرق .

 

 

الدكتور محمد عبد الحميد الزَّهار أمين أمانة العلاقات الخارجية بالمركزية بحزب حماة الوطن

وعضو لجنة الطوارئ التنفيذية ببيت العائلة
والأمين المساعد للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *