الزهار يكتب : شيخ الأزهر نموذج حيّ للصدق والطهارة

بقلم الدكتور : محمد عبد الحميد الزهار .

 

لقد شهد التاريخ على مر الأزمنة الكثير من الشخصيات العظيمة البارزة التي قدمت للمجتمع العديد من الإنجازات والثراء العلمي والروحاني و التي ساعدت في تغيير العالم ، من خلال ما أحرزته هذه الشخصيات في شتى المجالات المختلفة التي أضافت للعلم والبشرية الكثير من المعرفة والنجاح الذي ساعد المجتمعات على التطور والتغير بشكل كبير سواء في المجال العلمي أو التاريخي أو الاقتصادي أو السياسي وغيرها من المجالات.

ولعل أحد تلك الشخصيات التي تحيا بيننا الأن شيخ الأزهر الشريف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد محمد الطيب .

إنه أحمد محمد أحمد الطيب الحساني، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، مفتي الديار المصرية الأسبق، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وهو الإمام الخمسون للجامع الأزهر، تولى مشيخة الأزهر الشريف في 19 مارس 2010م خلفا للإمام الراحل الدكتور محمد سيد طنطاوي.

 

ينتمي الإمام الطيب لأسرة صوفية عريقة ونَسَبٍ هاشِميٍّ عَلَوِيٍّ شريف، وهو أستاذ في العقيدة الإسلامية وصاحب فكرٍ إصلاحي معتدل، لا يميل إلى التشدد في الدين ولا يقبل التفريط فيه، بل يفضل الوسطية التي يراها أفضل ما يميز الدين الإسلامي، مجسدًا في ذلك المنهج الأزهري الوسطي الأصيل بكل ما يحمله من إعمال للعقل وقبولا للآخر وانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة.

ويُعدُّ الدكتور أحمد محمد الطيب الإمام الأكبر، شيخ الأزهر ، شخصية تجمع بين الباحث والأستاذ الأكاديمي المتخصِّص في الفلسفة التي درس أصولها في فرنسا، وصاحب البحوث العلمية الجادة، والمنهج التدريسي الناجح في جامعات عربية متعددة.

وشخصيته، إلى جانب ذلك، هي شخصية العالم المسلم الورع الذي يمثل الوسطية الإسلامية البعيدة عن الغلوّ، والداعية إلى ثقافة التسامح والحوار والدفاع عن المجتمع المدني. وقد تجلَّت أبعاد هذه الشخصية من خلال مواقفه التي برزت أثناء مشيخته لـ (الأزهر الشريف)، ودعواته المتكررة لنبذ الفرقة والعنف، والاحتكام إلى العقل، والحفاظ على هوية المجتمع وتماسكه.

إن الدكتور الطيب يجمع بين العالم والداعية المستنير الذي يقدم الفكر الإسلامي من خلال معرفة دقيقة باللغتين الفرنسية والإنجليزية فضلاً عن العربية وله العديد من المواقف الإنسانية التي تنم عن شخصية صادقة طاهرة منها أنه لا يتقاضى راتبا عن منصبه كشيخ للأزهر، ويقول إنه يؤدي عمله في خدمة الإسلام، ولا يستحق عليه أجرا إلا من الله ، كما تنازل عن الكثير من مخصصاته زهدا وتقشفا، وخصص الكثير من المعونات من الأزهر للمتضررين من السيول والنكبات، وبناء المستشفيات، وتعويض ضحايا الإرهاب، وقدم الكثير من رحلات الحج والعمرة لأقارب وذوي الضحايا.

 

كما واعتنق الكثير من الغربيين الإسلام على يد شيخ الأزهر، ومن بينهم أفراد الأسرة التي كان يقيم لديهم خلال دراسته في باريس، ويعد قارئا جيدا لكافة مجالات العلم والمعرفة والأدب، وكان من أول نادي بتجديد الخطاب الديني دون المساس بثوابت الدين، ودعا للتعريف بوسطية الإسلام واعتداله، ولديه إيمان كبير برسالة الأزهر، وهو راعٍ لكل من يساهم ويساعد في نشر هذه الرسالة في كافة ربوع الأرض.

 

الدكتور محمد عبد الحميد الزَّهار أمين أمانة العلاقات الخارجية بالمركزية بحزب حماة الوطن
وعضو لجنة الطوارئ التنفيذية ببيت العائلة
والأمين المساعد للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *