اصدر مركز جسور للدراسات الاستراتيجية تقرير بعنوان ” النفوذ الصيني في أوروبا”، يركز التقرير علي النظرة الصينية إلى أوروبا وكيفية بناء نفوذها في الداخل الأوروبي في ظل الازمات العالمية الحالية، إذ تنقسم أوروبا إلى عدد من الدول الصناعية ودول صناعية زراعية، حيث عادةً ما تكون الدول الصناعية هي الدول العظمى ذات النفوذ على سبيل المثال ألمانيا، فرنسا، المملكة المتحدة، وإيطاليا، أما الدول الزراعية الصناعية من بينها اليونان والمجر والتشيك وغيرها وبالتالي يصبح هناك آلية في تعامل الصين مع أوروبا تعتمد على هذا التقسيم الذي يدفع الصين لبناء علاقات متنوعة مع معظم الدول الأوروبية ولكنها تختلف في استراتيجيتها نحو كل منطقة سواء أوروبا الغربية أو جنوب ووسط وشرق أوروبا حيث تعي الصين جيدًا بأن الدول التي تعانى من أزمات اقتصادية شديدة تحتاج بشكل كبير إلى استثمارات أجنبية تخفف من حدة ازماتها وبالتالي تنغمس الصين في جنوب ووسط وشرق أوروبا اقتصاديًا لتلبية احتياجات هذه المناطق، ولكن العائد على الصين ليس هو العائد الاقتصادي فقط لكن تربح الصين بهذا التقارب تفاهمات أوروبية تظهر عند الحاجة. على سبيل المثال في القضايا المثارة داخل الاتحاد الأوروبي تتحيز اليونان والمجر بشكل شبه دائم للصين.
تطرح “اليان بطرس” الباحثة في العلاقات الدولية بالمركز بعض النماذج الأوروبية الأكثر انحيازا للصين بالإضافة الى حجم النفوذ الصيني في كل من الدول الصناعية الكبرى والدول الصناعية الزراعية الصغيرة في أوروبا إلى جانب الحديث عن الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيراتها على حجم النفوذ الصيني في الدول الأوروبية والمعوقات التي تواجه الصين للوصول إلى أوروبا.
تتطرق الدراسة الي التركيز علي استراتيجية شي جين بنغ منذ قدومه للحكم 2012 في محاولة تحقيق الحلم الصيني وهو ما اتخذت الصين خطوات فعلية فيه حيث تخلص حوالى 800 مليون شخص في الصين من وصمة الفقر، وهو انجاز كبير يعزز من مسار شي جين بنغ وخطته الطموحة بتحسين حالة مواطني دولته وهو ما يفسر التركيز الاقتصادي للصين حول العالم فلم تخطوا الصين بجرأة إلا في الجانب الاقتصادي الذى سيمنحها القوه لتعزيز كافة الجوانب فيما بعد وهو ما نستطيع أن نلاحظه الآن في حجم الصين كدولة قوية لا يستهان بها ولديها طموح وخطوات واثقة، وهو ما يجعلها قادرة على بناء قدرات عسكرية هائلة تعيد أمجاد الصين مرة أخري بعد تعرضها لعديد الأزمات.