أصدر مركز جسور للدراسات الاستراتيجية دراسة تحليلية جيوسياسية حول الانتخابات العامة للكنيست، بقلم الباحثة هيام القزاز الباحثة في برنامج دراسات الشرق الأوسط بمركز جسور، حيث تستعد إسرائيل خلال الشهور القليلة المقبلة لإجراء انتخاباتها الخامسة في أقل من أربع سنوات، وذلك بعد الموافقة على مشروع قانون لحل البرلمان «الكنيست» إثر انهيار الائتلاف الحكومي برئاسة رئيسي حزبي «يمينا» و«هناك مستقبل»، «نفتالي بينيت» و «يائير لابيد»، الذي لم يدم طويلاً بعد الإطاحة قبل عام مضى برئيس الوزراء الأسبق «بنيامين نتانياهو» من منصبه من خلال تشكيل تحالف نادر جمع الأحزاب اليمينية واليسارية والعربية التي تغلبت على اختلافات إيديولوجية كبيرة لإزاحته، لكن التحالف تعثّر وسط اقتتال داخلي وانشقاقات شلت قدرته على إقرار التشريعات. وحاليًا، يتولى «يائير لابيد»، وزير الخارجية الإسرائيلي، رئاسة حكومة تصريف الأعمال من «نفتالي بينيت»، رئيس الوزراء السابق، بموجب اتفاق قائم لتقاسم السلطة، ومن المتوقع إجراء الانتخابات في بداية نوفمبر المقبل.
وتطرقت الدراسة بحث وتحليل النظام الانتخابي الإسرائيلي عن طريق شرح وافى للنظام الانتخابي الإسرائيلي فهناك خصائص يتميز بها النظام الانتخابي الإسرائيلي، كما يلي (1) نظام التمثيل النسبي. (2) استخدام نظام الدائرة الواحدة على مستوى البلاد لتخصيص مقاعد الكنيست. (3) نظام القوائم المغلقة.
كما أوضحت الدراسة تفاصيل القوى الحزبية على الساحة السياسية الإسرائيلية منذ عام 1968 وحتى الان، وأشارت الى أن أبرز القوى الحزبية الموجودة في إسرائيل قبل الانتخابات العامة للكنيست حيث أنه لا تزال الساحة الحزبية في إسرائيل متشرذمة بشكلٍ ملحوظ، مع اقتراب موعد الانتخابات القادمة للكنيست المقررة في الخريف المقبل. ولكن، بدأت تظهر بعض التحالفات الحزبية لعل أبرزها تحالف “غانتس وساعر” أو قائمة “أزرق أبيض-أمل جديد”؛ وهو تحالف وسطي أعلن عنه كل من “بيني غانتس”، رئيس الوزراء الإسرائيلي المؤقت، و “جدعون ساعر”، وزير العدل الإسرائيلي، يوم 10 يوليو الماضي ويسعى إلى خوض الانتخابات المقبلة ضمن قائمة واحدة.
وسلّطت الدراسة الضوء على استطلاع رأي حديث أجرته قناة “12” العبرية في حال إجراء انتخابات الكنيست العامة القادمة، فإن حزب “الليكود” سيفوز بـ 34 مقعدًا في الكنيست وحزب “يش عتيد- هناك مستقبل” الذى يرأسه يائير لابيد سيفوز بـ 24 مقعدًا. ومن المتوقع أن تحصل قائمة “أزرق أبيض-أمل جديد” المشتركة على 12 مقعدًا، يليه حزب “الصهيونية الدينية” على 10 مقاعد، وحزب “شاس” الأرثوذكسى المتطرف على 8 مقاعد، وحزب “يهودية التوراة” على 7 مقاعد، و”القائمة العربية المشتركة” على 6 مقاعد، وحزب “إسرائيل بيتنا”على 5 مقاعد، وحزب “العمل” على 5 مقاعد، وحزب “رعام-القائمة العربية الموحدة” على 5 مقاعد، وحزب “ميرتس” على 5 مقاعد.ومن غير المتوقع أن يتجاوز حزب “الروح الصهيونىة” بقيادة ” أيليت شاكيد” وزيرة الداخلية الإسرائيلية ورئيسة حزب يمينا، عتبة الانتخابات “نسبة الحسم” المكونة من أربعة مقاعد. وتعطي هذه النتائج كتلة اليمين 59 مقعدًا في الكنيست- أي أقل بمرتين من الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة والبالغة 61 مقعدًا – و 55 مقعدًا لكتلة يسار الوسط، باستثناء القائمة العربية المشتركة -التي تضم الأحزاب العربية “بلد” و “حداش” و”تعال”- التي من غير المرجح أن تنضم إلى أي ائتلاف.
وفيما يتعلق بالسيناريو المقترح لتشكيل الحكومة الجديدة أشارت الباحثة إلى أنه وفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن معظم الناخبين الإسرائيليين لا يريدون حكومة دينية، أي تضم أحزاب الأرثوذكسية المتشددة مثل “شاس” أو “يهودية التوراة المتحدة”. ولكن بعض قادة الأحزاب يشيرون إلى نيتهم ضم حزب “يهودية التوراة” أو حزب “شاس” إلى حكومة مستقبلية في محاولة لزيادة الضغط على الأحزاب للانفصال عن إتفاقها الطويل مع حزب “الليكود” بزعامة رئيس المعارضة “بنيامين نتنياهو” وزيادة عدد الحلفاء المحتملين في الكنيست.
ولكن في كل الأحوال، لا يبدو أن أي من الكتلتين: اليمينية أو اليسارية، قادرة على تشكيل حكومة. ولكن وفقًا لأحدث الاستطلاعات، فإن حزب الليكود بزعامة “بنيامين نتنياهو” لا يزال على رأس السلطة. ومن ثم، فإنه من المرجح أن تكون الحكومة القادمة “يمينة موسّعة” بقيادة بنيامين نتنياهو.
والجدير بالذكر أن هذه الدراسة جاءت تحت اشراف الأستاذ الدكتور جهاد عودة بصفته رئيسا لوحدة دراسات العلاقات الدولية والجيوبوليتك بمركز جسور للدراسات الاستراتيجية. وفي مراحل الإعداد النهائية لنشر هذه الدراسة إنتقل الي جوار ربه تاركا لنا إرثا فكريا وإطارا مهنيا نقتدي به في أعمالنا البحثية ومنارة لنا لتعزيز مستقبلنا.
لقراءة الدراسة كاملة:
https://www.jesour.net/4699