أصدر مركز جسور للدراسات الاستراتيجية – وهو مركز تفكير وبيت خبرة في مجال العلاقات الدولية والسياسات العامة – تقريرًا حول التطورات الأخيرة على الساحة الدولية حيث أتجهت أعين العالم إلى جزر سليمان، بعد ان أصبح هناك مخاوف أمريكية أسترالية من تحركات بكين فى جزر سليمان، إذا يعد موقع جزر سليمان نقطة ضعف بالنسبة لأستراليا والولايات المتحدة، وبعد أن وقعت الصين إتفاقًا أمنيًا خلال شهر أبريل مع جزر سليمان ترمي الولايات المتحدة إلى أن الصين تنوي لإنشاء قاعدة عسكرية فى جزر سليمان بالرغم من نفي بكين بأنها لن تنشئ قاعدة عسكرية فى المنطقة بل سيكون هناك تعاونًا لتلبية المصالح المتبادلة للدولتين وعلى رأسها مواجهة التغيرات المناخية ولتوطيد علاقاتها مع كل دول العالم ليس إلا.
والجدير بالذكر أنه لم تقيم جزر سليمان علاقات مع الصين إلا في 2019 بعد إبتعادهم عن تايوان وتحويل وجهتهم نحو بكين، وكانت البداية لما علية البلدين من علاقات الآن فى إبريل الماضي تم تسريب نسخة من الإتفاق الذي وقعته الصين مع جزر سليمان وهو ما يسمح بإمكانية تواجد وإنتشار للصين بريًا أو بحريًا، بالاضافة إلى التعاون في مجال المساعدة الإنسانية، والاستجابة للكوارث، وللحفاظ على النظام الاجتماعي، وينص أحد بنود الإتفاق على أنه يمكن للسفن الصينية أن ترسوا فى الجزر مع إمكانية الإستبدال اللوجستي، والتوقف والإنتقال في جزر سليمان، بالإضافة إلى إرسال القوات الصينية إلى البلاد لحماية سلامة الأفراد بعد تعرض المنشأت الصينية للتخريب، ولم تكن التخوفات مقتصره على الولايات المتحدة بل قربها من أستراليا جعلها تشعر بالقلق من إنشاء قاعدة بحرية جنوب المحيط .
ومن هذا المنطلق، حرص مركز جسور للدراسات الاستراتيجية على إلقاء الضوء على على جزر سليمان وموقعها وطبيعتها السياسية والاقتصادية، ويتطرق التقرير إلى مجريات الاتفاق الأمني مع بكينو موقف سكان جزر سليمان من الاتفاق مع الصين من مؤيدين ومعارضين إلى جانب التركيز على المكاسب الصينية من الإتفاق الأمني مع جزر سليمان والموقف الامريكي والتخوفات الااسترالية المشروعة.
وأخيرا خلص التقرير إلى أن كانت تحركات الصين فى جزر سليمان ردًا صريحًا على تحالف أوكوس وهو تحالف أمني بين الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا والذي يحمل عدد من الغواصات النووية والصواريخ بعيدة المدى لأستراليا وهو تهديد واضح للصين وسبق وأن أعد مركز جسور للدراسات الاستراتيجية تقرير عن أبعاد هذا التحالف.
ولأن دائما ما تنفي الصين نيتها للنشر العسكري وتفعل العكس ستستمر الساحة الدولية خلال الفترة القادمة فى حالة من الصراع فى منطقة المحيط الهادي والهندي فى محاولة صينية للتواجد بشكل أكبر ومواجهة الولايات المتحدة، ويحتد هذا الصراع لان الولايات المتحدة دائما ما تعتبر منطقة جنوب المحيط الهادي بحيرة أمريكية لذا تجد الآن التحرك الصينى فى جزر سليمان تجاوز صيني لا يغتفر، ومن المتوقع أن ترد الولايات المتحدة على هذا التحرك فى الايام المقبلة لان الصين لم تقف عند جزر سليمان بل اتجهت الايام الماضية لتوطيد علاقاتها وعقد إتفاقيات أخرى مع مجموعة من الجزر الاخرى فى المحيط الهادي إذا لم تهتم الصين للتهديدات الامريكية المستمرة ضدها وستظل حريصة على التوسع لحماية نفوذها بطرقها الخاصة سواء اقتصاديًا أو أمنيًا