خلال الأيام القادمة تحل الذكرى الـ 45 للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وبهذه المناسبة سيتم طرح الطبعة الثانية من كتاب (حليم سيرة وأغنيات مجهولة) للكاتب الصحفي والناقد أحمد السماحي، الذي يحكي فيه سيرة حياة عبدالحليم حافظ منذ مولده وحتى بداية الشهرة، كما يتطرق إلى ست سنوات مجهولة في حياة حليم لم يقترب منها أحد من قبل، وهى من عام 1948 وحتى عام 1954، ومن خلال هذه السنوات وثق الكاتب 100 أغنية مجهولة غير معروفة باستتثناء أغنيات قليلة جدا.
فى البداية يقول الكاتب الصحفي أحمد السماحي أن فكرة كتابه (حليم .. سيرة وأغنيات مجهولة) جاءت من خلال قراءته عن بعض الأعمال المجهولة للعندليب الأسمر على لسان بعض الباحثين والذين عاصروه، وما جعله يصمم على البحث عن هذه الأعمال المجهولة هو المذيع الإذاعي (إبراهيم حفني) من خلال برنامجه ــ الذي توقف للأسف الشديد ــ (منتهى الطرب) الذي إذاع أغنية مجهولة لـ (عبدالحليم) مكتوب على شريط الأغنية التى وجدها في أرشيف الإذاعة (من ممنوعات عبدالحليم حافظ).
كان هذا الخيط هو الذي ألهمه فكرة كتابه (حليم .. سيرة وأغنيات مجهولة) حيث وجد أن كل الكتب التى طرحت عن العندليب الأسمر لم توثق لهذا النجم المصري الكبير، خاصة فترة البدايات المجهولة والمغلوطة بالنسبة لكثيرين، وكان يستفزه أن يجد فى كل ذكرى لحليم أن يجد صحفنا ومجلاتنا تمتلئ بالموع الغزيرة على (حليم) وقد أصبحت هذه الدموع روتينا لابد منه، ودموعنا على هذا الفنان العظيم أشبه بالأمطار الموسمية التى تسقط بإنتظار في مواعيد محددة هى يوم ذكرى وفاته.
ولكن ماذا بعد الدموع؟ أن الموسم يمر وتجف الدموع وننسى (حليم) نسيانا تاما، ثم نعود إليه مرة في كل عام كأنه مقبرة نزورها في يوم ذكرى وفاة الفقيد، ولو تخلصنا من هذه الدموع وذكرياتنا عن من أحب ومن تزوج وتسريحة شعره، وبدأنا نعمل عملا حقيقيا من أجل (حليم) لكان ذلك أفضل من الدموع حتى لو ملأت هذه الدموع كل محيطات الأرض.
ويضيف (السماحي) من هنا كانت بداية رحلة الكتاب التى استمرت عامين في البحث والتنقيب عن بدايات (عبدالحليم حافظ) من خلال أرشيف الإذاعة المصرية ودار الكتب، وأرشيفه الخاص المليئ بالمجلات والأعداد التذكارية، وبعض التسجيلات الخاصة لمجموعة من هواة الطرب على مستوى العالم العربي حيث خاطبهم واستجابوا لما طلبه وأرسلوا له بعض الأغنيات النادرة.
ويقول السماحي : الكتاب يتضمن مجموعة من الفصول، الفصل الأول يحكي فيه عن السيرة الذاتية لحليم من مولده، وحتى عام 1954 وهى بداية الشهرة التى بدأ يحققها، وقد استند إلى بعض سجلات الإذاعة المصرية، وذكريات أشقائه (إسماعيل، وعليه ومحمد) والشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم الذي عاصره في سنوات الملجأ، فضلا عن صوت عبدالحليم نفسه الذي حكى قصة حياته للإذاعي الراحل (محمد علوان).
والفصل الثاني يتضمن مجموعة من المطربات المجهولات اللواتي قدمن ثنائيات غنائية مع عبدالحليم حافظ في فترة البدايات مثل (سوسن فؤاد، عصمت عبدالعليم، مديحة عبدالحليم، يسر توفيق، كوكب صادق) والأخيرة هذه أم الفنانة إسعاد يونس، وغيرهن.
الفصل الثالث يتضمن شهادات من بعض الذين عاصروه والذين أدلوا بشهادات هامة جدا عن فترة البدايات خاصة أنهم رافقوه فى هذه الفترة وهم (عبدالحميد توفيق زكي، محمد بديع سربيه، مدحت عاصم، سمير محبوب).
الفصل الرابع يتضمن الصور الغنائية التى قدمها المطرب عبدالحليم حافظ في بداياته والتى لا يعلم الجميع منها إلا معروف الإسكافي، ونقدم هنا فى الكتاب عشر صور غنائية قدمها من عام 1951 وحتى 1954 .
الفصل الخامس هو غنائه للدول العربية وذكرياته مع هذه الدول والأغنيات التى قام بغنائها لهذه الدول.
الفصل السادس هو توثيق 105 أغنية من أغنيات البدايات باليوم والدقيقة والثانية مع كتابة نص هذه الأغنيات، ومن أهم هذه الأغنيات التى سيجدها القارئ فى الكتاب نصوص أغنياته لرموز مصر من القادة والزعماء وهم (الملك فاروق، محمد نجيب، مصطفى كامل، محمد فريد) فضلا عن غيرها.