هل تستغل أوروبا بشكل عام ودول شرق ووسط أوروبا على وجه الخصوص الأزمة الأوكرانية لصالحها نتيجة معاناة كثير من الدول الاوروبية من نقص العمالة وقلة عدد السكان فى بعض المناطق؟
هل سيستقر اللاجئين الأوكرانيين فى دول أوروبا ويندمجون فيها أم سيعيشون فى مخيمات لجوء لحين إنتهاء الحرب؟
هل اللاجئ الأوكرانى مماثلاً لغيره من اللاجئين الأفغان أو السوريين أو العراقيين من وجهة نظر عدد كبير من الدول الأوروبية
أسئلة كثيرة حاول مركز جسور للدراسات الاستراتيجية الاجابة عنها من خلال ورقة عمل بعنوان “لاجئي أوكرانيا هل رحيل مؤقت أم استوطان أوروبي دائم؟ “فى محاولة لفهم تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية على اللاجئين وتأثر الدول الاوروبية بعد استقبالها لهذا العدد الضخم من اللاجئين بشكل غير مسبوق، وانطلاقًا من هذه الازمة أعدت الباحثة فى العلاقات الدولية بمركز جسور” اليان بطرس” تحت اشراف ومراجعة الاستاذ “هاني إبراهيم” مدير المركز ورقة عمل، تطرقت من خلالها إلى حجم وديمغرافيا اللاجئين الاوكرانيين والدول المستقبلة لهم فى محاولة لفهم أزمة اللاجئين وتداعيتها بالإضافة إلي رصد حجم المساعدات الانسانية التى قدمتها أوروبا للاجئين الاوكرانيين ومستقبلهم، مع طرح تساؤل حول إمكانية اندماجهم داخل المجتمعات الاوروبية من عدمه.
أشارت الباحثة أنه بعد أن تفاقمت الأزمة الاوكرانية وأتسعت أبعادها وتأثيراتها سواء على الشرق الأوسط أو على أوربا والعالم بشكل عام، بتزايد أعداد اللاجئين الأوكرانيين نتيجة استمرار الحرب والقصف لوقت طويل، وتأثرت الدول الأوروبية بشكل خاص بهؤلاء الاشخاص القادمين إليها، فكان لابد من وجود خطط محددة تستوعب هذه الأعداد حتى تستقر الأمور ويتم توجيههم إلى أماكن سكنية مستقرة وآمنة، نظرًا لكون الأغلبية العظمى من هؤلاء هم من كبار السن والنساء والاطفال وبالتالي كان التعاطف كبير تجاههم من مختلف الدول الأوروبية لهذا السبب ولعدة أسباب أخرى يشوبها التمييز، تسابقت الدول لإمدادهم بالطعام والملابس والمساعدات الطبية والصحية.
وعليه ركزت الورقة على حجم الاستفادة التى ستحققها بعض الدول الاوروبية من جراء توافد اللاجئين اليها خاصة فى مناطق شرق ووسط أوروبا التى تعانى من انخفاض فى حجم السكان بشكل مستمر.