بدأ قبل قليل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء جولة تفقدية لعدد من مشروعات التطوير الجاري تنفيذها في منطقة مصر القديمة بمحافظة القاهرة، بدأها بتفقد مشروع تطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به، ورافقه خلال الجولة كل من الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، والدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء خالد عبدالعال، محافظ القاهرة والمهندسة جيهان عبد المنعم نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية وعدد من المسئولين.
واستهل رئيس الوزراء جولته، بالتأكيد أن الحكومة عازمة على الانتهاء من مشروعات التطوير بمحافظة القاهرة في أقرب وقت ممكن، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وخاصة مشروعات تطوير منطقتي القاهرة التاريخية ومصر القديمة؛ من أجل العمل على إعادة مدينة القاهرة لمظهرها الحضاريّ، مؤكدا أن ذلك يستوجب ضرورة الإسراع بمعدلات التنفيذ خلال المرحلة الحالية.
كما لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه يتم حاليا العمل على إزالة عدد من المناطق غير المخططة تدريجيا، وإقامة وحدات سكنية بديلة لسكانها، مشيرا إلى أنه جار توفير مساحات من الأراضي التي تصلح لإقامة هذه المساكن البديلة عليها، بحيث تكون هذه المساكن الجديدة مخططة بشكل حضاري.
وخلال الجولة، استعرض وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مستجدات الموقف التنفيذي لمشروع تطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به، موضحا أن هذا المشروع يهدف إلى إعادة الواجهة الحضارية لمدينة القاهرة، من خلال إعادة تخطيط المناطق العشوائية وتحويلها إلى مناطق جذب سياحيّ يبرز ما تتميز به العاصمة من تاريخ وحضارة عريقة.
وأشار الدكتور عاصم الجزار إلى أن المشروع، الذي يقام على مساحة تبلغ 95 فدانا، يتضمن إقامة العديد من المباني السكنية والتجارية والثقافية والخدمية، حيث يتكون المشروع من عمارات تراثية يصل عددها إلى 79 عمارة، تضم 1942 وحدة سكنية، وتبلغ مساحة كل عمارة 600 م2، بينما تصل مساحة الوحدة السكنية 150 م2، بالإضافة إلى 18 وحدة تجارية، ومبنى تجاري ترفيهي، فضلا عن الأماكن المخصصة لانتظار السيارات، ومن المقرر أن يتم العمل على ضغط معدلات التنفيذ خلال الفترة المقبلة للانتهاء من المشروع.
وفيما يتعلق بالموقف التنفيذي الحالي للعمارات السكنية، أشار وزير الإسكان إلى هناك 77 عمارة جار العمل بها، وعمارتين تحت الدراسة، لافتا إلى الانتهاء من الهيكل الخرساني والمباني لـ 27 عمارة، كما أنه جار العمل على استكمال الهيكل الخرساني لـ 27 عمارة أخرى، بينما يتم حاليا الانتهاء من تنفيذ الأساسات والدور الأرضي للعمارات المتبقية، موضحاً أيضا أنه جار العمل في تنفيذ الواجهات والتشطيبات الداخلية لعدد من الوحدات السكنية.
كما عرض الوزير الموقف التنفيذي للمبنى الإداري والتجاري، الذي يقام بالمشروع على مساحة تصل إلى أكثر من 163 ألف م2، ويتكون من 4 أدوار، حيث يحتوي البدروم على موقف سيارات بسعة 1355 سيارة، وغرف الخدمات، وخزان حريق، وغرفة تبريد، بينما يضم الدور الأرضي 17 مطعما، و7 كافيهات، و16 محلا تجاريا، إلى جانب مسرح رئيسيّ يتسع لنحو 570 شخصا، وقاعة سينما تتسع لـ 132 شخصا، و5 قاعات سينما أخرى؛ تتسع كل قاعة لـ 126 فردا، وبالإضافة إلى ذلك فهناك بالدور الأرضي مسرح مكشوف، وقاعة لعرض الفنون، فيما يضم الدور الأول 24 مطعما، وعددا من المكاتب الإدارية، بينما يشمل الدور الثاني 163 غرفة فندقية.
وخلال تفقده لبعض النماذج من الوحدات السكنية والاطلاع على التشطيبات الداخلية والخارجية، التي يتم تنفيذها، أشاد رئيس الوزراء بمستوى التشطيبات والتصميمات التي روعي فيها الحفاظ على الشكل التراثي للمباني، كما وجه رئيس الوزراء بضرورة دراسة تعديل واجهات المباني المحيطة بمنطقة تطوير سور مجرى العيون؛ لتتلاءم مع ما يتم تنفيذه من عمارات داخل المشروع، ولتصبح على نفس النسق العمراني المتبع، كما كلّف الدكتور مصطفى مدبولي بضرورة الاهتمام بتقسيم الشوارع بشكل حضاري، وتنفيذ اللاند سكيب بصورة جيدة.
وفي الوقت نفسه، وجه رئيس الوزراء بإقامة سور حول “دار الإمارة”، التي يرجع تشييدها إلى عصر الدولة الطولونية، وفي هذا الصدد كلف وزير السياحة والآثار بترميم هذا المبنى، مع مراعاة الاهتمام بتصميم نظم إنارة حديثة تعيد للمبنى رونقه التاريخي؛ تمهيدا لإعادة فتحه كمزار أثري.