الخميس , نوفمبر 14 2024
رئيس مجلس الأدارة د. وليد بدوي
رئيس التحرير التنفيذى محمد يحيى
مساعد رئيس التحرير سامح المنسي
آخر الأخبار
|  ضبط 193 طن مخصبات زراعية «مجهولة المصدر» داخل مصنعين بدون ترخيص بالقليوبية         |  هنغيرلك وظيفتك في البطاقة».. ضبط صاحب كيان تعليمي لتزوير المحررات الرسمية بكفر الشيخ         |  أنا الشيطانة في رمضان 2025 بمسلسل المداح مع حمادة هلال         |  جامعة المستقبل في مصر تشارك للمره الثانية في النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي         |  في إطار خططها لتعزيز الاستدامة وتوفير الكهرباء زانوسي تُعلن عن حملة تسويقية لأحدث الغسالات والسخانات الموفرة للطاقة         |  جامعة المستقبل في مصر تشارك في النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي         |  تكريم نجوم الكرة المصرية بحفل جوائز كرة القدم الأفريقية “ANFA” في دورتها الثانية…تفاصيل         |  ضبط المتهم بقتل طالب في مشاجرة بالسويس         |  إحباط محاولة تهريب ٣ آلاف قرص كبتاجون بمطار القاهرة         |  الجوازات تواصل تفعيل إجراءات التسهيل والتيسير على الحالات الإنسانية         |  “أنا مش أنا” فيلم مغربي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي         |  يقظة مباحث الشرابية تسقط المتهم بسرقة سيارة         |  الجسمى يتالق بحفل عالمى بالاهرامات بحضور نجوم الفن والمشاهير         |  نانسى عجرم نانسي عجرم تعود الي الحفلات في مصر بحفل ضخم برعاية وليد منصور         |  ضبط سائق سرق حقيبة سيدة أجنبية بالدرب الأحمر        
الرئيسية / اخبار مصر / وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يفتتحون الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى الحادي والثلاثين

وزير الأوقاف وكبار رجال الدولة يفتتحون الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى الحادي والثلاثين

برعاية كريمة من سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية (حفظه الله)، وبرئاسة معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف نائبًا عن معالي الدكتور المهندس/ مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، وبحضور معالى أ.د/ محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر أ.د / أحمد الطيب شيخ الأزهر ، و معالي السيد/ عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي والنائب علاء عابد رئيس لجنة مكافحة الإرهاب بالبرلمان العربي وأ.د/ عبد الرحمن بن عبد الله الزيد نائبًا عن أ.د/ محمد بن عبد الكريم العيسي أمين عام رابطة العالم الإسلامي ، ومعالى الشيخ/ نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف بجمهورية السودان الشقيقة ، ومعالى الدكتور/ محمد أحمد الخلايلة وزير الأوقاف والمقدسات الإسلامية بالمملكة الأردنية الهاشمية ، ومعالي الدكتور/ نور الحق قادري الوزير الاتحادي للشئون الدينية والتسامح بين الأديان بباكستان ، وفضيلة أ.د/ شوقي علام مفتي جمهورية مصر العربية ، والدكتور/ محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وأ.د/ أسامة العبد وكيل اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب نائبًا عن أ.د/ علي جمعة رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف ، ومعالي السيد/ تيموسي متامبو وزير التوعية العامة والوحدة القومية بمالاوي ، ومعالي السيد/ محمد عيضة مهدي شبيبة وزير الأوقاف والإرشاد اليمني ، ومعالي السيد/ عمر علي روبلي وزير الأوقاف والشئون الدينية بالصومال ، وضيوف مصر من الوزراء والمفتين والسفراء والعلماء والمفكرين من مختلف دول العالم ، انطلقت اليوم السبت 13/ 3/ 2021م فعاليات الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الحادي والثلاثين تحت عنوان : “حوار الأديان والثقافات” ، وبمراعاة جميع الاجراءات الاحترازية والوقائية.

وفي بداية كلمته رحب معالي أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بالسادة الحضور ضيوف مصر الكرام متمنيًا لهم طيب المقام في بلدهم الثاني مصر متوجهًا معاليه بالشكر لمعالي الدكتور المهندس/ مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء على تشريفه بالإنابة عن سيادته في افتتاح هذا المؤتمر ، مقدمًا كل الشكر والتقدير لسيادة الرئيس / عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على تفضله برعاية هذا المؤتمر ، والذي جاء استجابة لدعوة سيادته لحوار دولي ينطلق من منطلقات المشترك الإنساني ويحترم الخصوصيات الدينية والثقافية للدول والمجتمعات .

وأكد معاليه أننا كما نبحث عن حق الجوار الفردي يجب أن نرسخ لحق الجوار الدولي فحرمة الدول كحرمة البيوت وأشد ، فكما لا يجوز أن تدخل بيت أحد إلا بإذنه لا يجوز أن تدخل دولة بدون الإذن المعتبر لأهلها ، وكما أن الكريم لا يسمح أن يُعتدى على جاره من بيته فإن الدولة الكريمة لا تسمح أن تتخذ حدودها لأذى جيرانها ، والصدق كما يطلب من الأفراد فإنه يطلب من الدول والدولة الصادقة هي التي تفي بعهودها ومواثيقها والتزاماتها الدولية دون مراوغة، فنحن إذًا في حاجة إلى قراءة جديدة لفهم النص في ضوء فقه بناء الدول واحترام سيادة الدول ، وأن قضية الحوار بين الأفراد والمؤسسات تعادلها قضية التفاوض بين الدول ، وأن فهم أبجديات الحوار لا يُتصور أن يحاور الإنسان نفسه ، فالحوار على زنة فِعال ، والمحاورة على زنة مُفاعلة ، يقتضيان المشاركة ، ولا يقعان من طرف واحد .

وأكد معاليه أن الحوار يقتضي أن تُعامِل الآخر بما تحب أن يُعاملك به ، وأن تنصت إليه قدر ما تحب أن ينصت إليك ، وأن تأخذ إليه الخطوات التي تنتظر منه أن يخطوها نحوك ، وأن الحوار البناء هو الذي يهدف إلى التفاهم والتلاقي على مساحات مشتركة ، وأهداف إنسانية عامة لا تمييز فيها على أساس الدين أو اللون ، أو الجنس ، أو القبيلة ، فتحقيق المواطنة لا يقتضي التعايش بين أصحاب الديانات المختلفة فحسب وإنما يقتضي أيضًا إعطاء الجميع نفس الحقوق والفرص ، وفي مقدمة ذلك الاهتمام بالمرأة ، وأن الحوار البناء يتطلب إنصاف الآخر ، فإنصاف الآخر هو منهج القرآن الكريم قال تعالى : “وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ”، فالدين قائم على إنصاف الآخر ، ويعني تسامح كل طرف عن بعض ما يراه حقا له ، ليتسامح له الآخر في بعض ما يراه حقًا.

وبين معاليه أن الحوار البناء لا يجعل من المتغيرات ثوابت ، ولا من الثوابت متغيرات ، فمن جهة لا يفرط في ثوابتنا العقدية ، ومن جهة أخرى لا يقدس غير المقدس ولا يعرف التعصب الأعمى ، ولا يرمي الناس بالإفك والبهتان ولا يقابل الحجة بغير الحجة ، ومن أبجديات الحوار حسن الاستماع للآخر ، وعدم مقاطعته ، أو إبداء عدم الرغبة في سماعه ، أو التأفف من كلامه ، أو الإشاحة في وجهه ، أو إظهار التبرم منه غمزًا ، أو لمزًا ، أو تهكمًا ، أو حتى تبسمًا ساخرًا ينم عن عدم تقدير المحاور ، أو إظهار عدم الاقتناع بما يقول تهوينًا لشأنه ، ناهيك عن ارتفاع الصوت واشتداد الصخب والجلبة ، فضلا عن سوء الأدب في الحوار والخروج عن الموضوعي إلى الشخصي .

مستشهدًا معاليه بالعديد من الشواهد القرآنية منها قوله تعالى لسيدنا موسى وهارون (عليهما السلام): “اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى” ، فأمرهما الحق سبحانه وتعالى أن يقابلا طغيان فرعون بالحكمة والموعظة الحسنة ، والقول اللين الحسن ، وألا يقابل طغيانه وجبروته بمثل فعله أو لغته ، ومنها : أدب أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في محاورته لوالده ، حيث يقول والده : “لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا” ، فيجيبه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) في غاية البر والأدب : “سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا”، ومنها الحوار الذي دار بينه وبين نمرود بن كنعان كما حكى القرآن الكريم على لسانه : “قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ” ، وهنا لم يرد عليه سيدنا إبراهيم (عليه السلام) بالنفي المباشر، إنما انتقل إلى أمر آخر قائلاً : “فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ” ، وكأنه يقول له إن كنت تحيي وتميت حقًا كما تقول فأت بالشمس من المغرب بدل المشرق ، فبهت الذي كفر.

مشيرًا معاليه إلى أن أخطر ما يعوق الحوار أمران هما : الأدلجة والنفعية ؛ فأما الأدلجة فإن العالم أو الكاتب أو المحاور المؤدلج تحمله عصبيته العمياء للجماعة التي ينتمي إليها إما على عدم رؤية الحق ، وإما على التعامي عنه ، إذ يمكن لأحدهم أن يحاورك أو يجادلك أو يقبل نقاشك في مفهوم آية من كتاب الله (عز وجل) أو حديث صحيح من سنة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، ولا يقبل منك أن تحاوره أو تناقشه أو تراجعه في كلام مرشده المقدس لديه ، وأما النفعيون والمتاجرون بالأديان والقيم والمبادئ فلا يدافعون أبدًا عن الحق، ولا ينتظر منهم ذلك ، إنما يدافعون عن مصالحهم ومنافعهم فحسب ولا شيء آخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *