بمبادرة من عدد من مؤسسات الفكر والبحث في مصر، أصدر مركز الحوار للدراسات السياسية والاعلامية كراسته الجديدة التى جاءت بعنوان ” مصر وتاجيكستان في مواجهة الإرهاب: تاريخية العلاقة بين النهضة التاجيكى والإخوان والمنظمات الإرهابية الدولية الاخرى”، حيث شارك في اعدادها كل من المجلس المصري للشئون الخارجية، والمنتدى المصري للإعلام، ومؤسسة علم لإحياء التراث والخدمات الرقمية.
وقد تضمنت الدراسة لمحة تاريخية عن علاقات حزب النهضة التاجيكى الإرهابي المتطرف بتنظيم القاعدة وجماعة الاخوان الارهابية والمنظمات الإرهابية الدولية الأخرى، حيث تتجلى أيديولوجيتهم المشتركة في نشر الفكر المتطرف وارتكاب الجرائم الارهابية. وفى هذا الخصوص، برز الدور المحوري لمصطفى حامد الملقب بـ” أبو الوليد المصري” (والمقيم حاليا في ايران) في تدريب مقاتلي حزب النهضة الارهابي داخل معسكر “الفاروق” و”جهاد الوالي” التابعتان للقاعدة في الأراضي الأفغانية. كما ترسخت علاقات عبد الله نوري رئيس الحزب مع قادة التنظيمات الإرهابية، وخاصة أسامة بن لادن ومصطفى حامد (أبو وليد المصري)، حيث تم تسليم أسلحة القاعدة الى مقاتلي حزب النهضة الارهابي.
وفى ذات السياق، ذكرت الكراسة في مقدمتها مدى التعاون المصرى التاجيكى الدائم والمستمر في مواجهة التنظيمات الإرهابية التي تستسقي أيديولوجيتهم المدمرة من جماعة الإخوان الارهابية وحزب النهضة الإرهابي والتى تهدد الحضارة الإنسانية. ويذكر أنه في 23 سبتمبر 2013، أعلنت المحكمة العليا في مصر جماعة الاخوان كمنظمة إرهابية وهو ما يتفق مع ما أعلنته المحكمة العليا في تاجيكستان إذ اعتبرت حزب النهضة منظمة إرهابية في 29 سبتمبر 2015. بل لم يقتصر الامر على الشأن الداخلى في تاجيكستان، وإنما اعتبر حزب النهضة كذلك منظمة إرهابية من قبل منظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي ومركز مكافحة الإرهاب التابع لرابطة الدول المستقلة.
ولذا، فقد دعا البلدان جميع الدول الداعمة للإرهاب إلى الامتناع عن اتباع معايير مزدوجة في مكافحة الإرهاب، والتخلي عن دعم الأعمال التخريبية للأحزاب والحركات المتطرفة والإرهابية التي تمثل مصدر الخطر الاول لتحقيق السلم والاستقرار والأمن واستقلال وسلامة أراضي الدول.
ويذكر أن هذه الكراسة كانت نتاج لمناقشات شارك فيها الخبراء المتخصصون في شئون مكافحة الإرهاب ومسئولون حكوميون وأعضاء مجلس النواب وممثلي وزارة الأوقاف ومؤسسة الأزهر الشريف وشخصيات سياسية وأساتذة جامعات مصريون وصحف مصرية. خلصت إلى جملة من النتائج، أبرزها أن ثمة عواقب مأساوية نتيجة تسييس الإسلام وأخطاره وتحدياته على المجتمع، أهمية وجود دراسة تفصيلية عن العلاقات التاريخية بين قيادة تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان وحزب النهضة الإرهابي مصطفي حامد (أبو الوليد المصري) نموذجا، دراسة الوثائق التاريخية بشأن علاقة حزب النهضة الإرهابي المتطرف مع المنظمات الإرهابية الدولية.
وقد خلصت الكراسة في ختامها إلى الأساليب والخطوات الفعالة لمكافحة الإرهاب ورفع وعي الشباب وتحذيرهم من الالتحاق بأحزاب وحركات متطرفة، لا سيما جماعة الإخوان وحزب النهضة الإرهابي المتطرف وغيرهما من التنظيمات المتطرفة والارهابية بغية حفظ الأمن والاستقرار الوطنيين والاقليميين والدوليين.