مفي مثل هذ اليوم من العام ١٩٦١ فجر قائدنا الملهم حامد إدريس عواتي الثورة غضبا ونارا ضد المستعمر الإثيوبي البغيض حينما اعتلى جبل (أدال ) في ظهيرة الجمعة التاريخية من تاريخ ألشعب الإرتري، ليكتب نهاية الظلم والعدوان والاستعمار المشئوم.
لقد كان لبطلنا الشهيد قبل هذا اليوم المبارك تلريخا مشرفا كان وقوده في هذه المهمة المقدسة التي خلدها التلريخ بحروف من ذهب، فقبل تفجير الثورة، كان عواتي عسكريا بطلًا وشجاعًا وإنسانا، وسجل بطولات لا تعد ولا تحصى ضد الغزوات التي كانت تهاجم إرتريا من وراء الحدود بغرض السلب والنهب، لكنها كانت تصطدم ببطل مغوار يتصدي لها بشجاعة وبسالة نادرة.
لهذه الكاريزما الأسطورية ارتسمت هالة من النور والقيمة والمهابة دبت في نفوس الجميع، الأمر الذي لم تجد معها إثيوبيا الاستعمارية سوى اللجوء لدحر الرجل بطريقة غير المواجهة والنزال، فعمدت إلى ألاعيب المستعمرين
وحاولت استدراجه وإغراءه بالمال والمناصب حتي تأمن شره، لكن البطل عواتي عملاق إرتريا رفض كل شيء، وأعلى مصلحة وطنه وشعبه فوق دناءة المستعمر التي رأى أنها لا تستحق سوى أن تداس تحت أقدام هذا الوطن الأبي والشعب الذي يستحق الحرية.
لقد ضحي عواتي بماله ووقته من أجل الثورة، ونهبت إثيوبيا ثروته عقابا علي خروجه، لكنه لم يتراجع ولم يستسلم في سبيل بلوغ الهدف الذي وهب له حياته وكل ما يملك.
كان بطلنا المغوار صاحب رؤية وطنية شاملة وحس أمني كبير، فقد قال كلمته المشهورة للرعيل الأول: “ستنتصر ثورتنا حينما يلتحق بها كل أبناء إرتريا”، وهو ما حدث بالفعل حيث لم يعد هناك مكان لمن يعمل من أجل قبيلته او مكسبه الشخصي.
فإلى عواتي في مقام الشهداء وذكرى الثورة، أقول: حقا أنت قائد وقف في وجه اعتى جيش بإفريقيا وأعلنها ثورة عز وفخر وشموخ، وكان معه نفر قليل من الرعيل الأول الأشاوس عملوا بجهد ومثابرة من أجل رفع الظلم وبناء وطن.
رحم الله الرعيل الأول من الأباء المؤسسين، وحمى وطننا وشعبنا من كل مكروه وسوء.