في حواره الصريح والجريء قال أسامه هيكل وزير الإعلام إنه قدم للرئيس عبدالفتاح السيسي خطة شاملة ورؤية لإصلاح منظومة الإعلام في مصر.
وحسب كلام وزير الإعلام فإن الرؤية تضمنت محاور علاج منظومة الإعلام في مصر، ومن بينها ضرورة استبعاد غير المتخصصين عن مهنة الصحافة والإعلام، لأنها مهنة لها قواعد وأسس ولابد وأن تدار بواسطة المتخصصين!.
إن ما قاله وتوصل إليه وزير الإعلام هو بيت القصيد، وموضع الداء، والسرطان الذي ضرب وأنهك جسد الصحافة والإعلام، وتركها جثة هامدة.
إنه المرض الخبيث الذي أصاب مهنة الصحافة والإعلام في مقتل، وأفقدها هيبتها ووقارها ووظيفتها القومية في التعليم والثقيف والترفيه والتنمية وتربية الأجيال، بعد أن تم استبعاد الصحفي والإعلامي عن صناعة الصحافة والإعلام وحل محله «الراقصة الإعلامية، والشيف الإعلامي، والمحامي الإعلامي، والدكتور الإعلامي والطبيب الإعلامي… وغيرهم»!.
وأصبح لدينا أكثر من 20 ألف منتحل لمهنة الصحافة والإعلام كلهم لا علاقة لهم بالمهنة، ولا يعرفون قواعد صناعة الصحافة والإعلام، ولا يدركون الوظيفة الحقيقية لهذه المهنة المقدسة التي ترتبط وجوداً وعدماً بالأمن القومي للبلاد.
إنني أتساءل أسئلة مشروعة، ليست من قبيل مسئوليتي الوطنية كعضو مجلس نقابة الصحفيين المسئول عن حماية «مهنة مقدسة» و«صحفيين» باتوا «عاطلين» بعد أن دهسهم قطار «المنتحلين» المحصن بحصون المال والواسطة والمحسوبية:
هل من مصلحة الدولة المصرية أن يتقاعد أكثر 3000 صحفي ويتم استبدالهم بمنتحلي المهنة؟
هل من مصلحة الدولة أن يكون عدد المنتحلين والمتسلقين على المهنة ضعف عدد الصحفيين الشرعيين؟
هل من مصلحة الدولة أن تتحول «راقصة» إلى إعلامية تخاطب الرأي العام وتكون مسئولة عن منظومة القيم والأخلاق وتربية الأجيال في مصر، مع كامل احترامي لفنها وموهبتها؟
هل من مصلحة الدولة أن يتحول المحامي إلى إعلامي؟
هل من مصلحة الدولة أن يتحول الطبيب إلى إعلامي؟
هل من مصلحة الدولة أن يتحول الأستاذ الجامعي إلى صحفي أو إعلامي؟
هل من مصلحة الدولة أن يستمر هذا «الغبن الدفين» في قلوب الصحفيين بعد أن فقدوا وظائفهم، وتدنت مرتباتهم وفشلوا في توفير مقومات الحد الأدنى من المعيشة لأبنائهم، بينما يتقاضى منتحلي الصفة والمتسلقون على المهنة ملايين الجنيهات سنوياً؟
إنها أسئلة مشروعة، وجرح عميق غائر في قلب كل صحفي حر وإعلامي شريف متقاعد عن عمله قسراً بعد أن تم استبداله براقصة أو منتحل!!