كتبت د نشوى فوزى
المتابع للمشهد الثقافي في منطقة القرن الأفريقي يجد أن هناك ثقافات متعددة تتباين فيما بينها لتشكل جمال مختلف يضفي إليها خاصية التنوع والتناغم.
وقد استطاع مبدعو تلك المنطقة أن يعكسوا واقعهم الثقافي من خلال الانواع الإبداعية المختلفة كشعر، قصة، رواية، دراما، سينما، مسرح وغيره.
في هذه المساحة نحاول أن نسلط الضوء على كتابة الرواية المكتوبة باللغة الغربية في منطقة القرن الأفريقي، وسوف نختار ارتريا كنموذج من هذه الدول باعتبارها أكثرهم اهتماما ونشاطا في الإبداع باللغة العربية ولخصوصية اللغة العربية وأهميتها بين مكونات الشعب الارتري.
ولعل الرواية تأخذ اليوم موقعا مهما وتتقدم بخطى جيدة على غيرها من الأصناف الإبداعية الأخرى.
يأتي اهتمام الكتاب الارتريون في أغلب الأحيان على عكس الواقع الارتري الذي طغت عليه فترات طويلة من الاستعمار وهذا ما نلاحظه بوضوح في كتاباتهم .
رواية صالح هي أول رواية ارترية للكاتب والمؤرخ محمد سعيد ناود التي كتبت في سبعينيات القرن الماضي، وتعتبر من الكتابات التي تجسد حياة الحرب واللجوء وبداية لأعمال تلتها وسارة على نهجها، ولا يزال الارتريين يسيرون في ذات النهج بعد أن نالت ارتريا استقلالها لأن الذاكرة لا تزال تختزل الكثير من السنوات المريرة التي عاشها هذا الشعب، بل هناك أيضا ممارسات وضغط شديدين يعاني منها في ظل نظام ما بعد الاستقلال.
أكثر الرواية الارترية التي استطاعت أن تجد رواجا وقبولا واستطاعت أن تصل للقاريء العربي هي تلك الروايات التي كتبت خارج ارتريا والتي استطاعت أن تجد متنفسا لتبوح بكل ما تريد بعيدا عن أعين البصاصين ومقص الرقيب. لذلك جاءت تعبر عن واقعها بصدق وان تلامس وجدان القارئ بذات القناعة.
وقد استطاعت هذه الأعمال أن تنافس مع مثيلاتها بالوطن العربي وتتفوق احيانا وتحصد الجوائز، كرواية سمراويت لحجي جابر التي نالت جائزة الشارقة للإبداع ٢٠١٢وأيضا رغوة سوداء لججي جابر التي نالت جائزة كتارا للرواية العربية ٢٠١٩ ورواية عطر البارود لهاشم محمود التي نالت جائزة اتحاد المرأة العربية ٢٠١٩ بالقاهرة.
كما أن هناك أعمال تجاوزت محيطها ووصلت لعدد كبير من القراء من خلال ما وجدته من اهتمام وقد ترجمت لغدة لغات كرواية تايتانيكات أفريقية لابوبكر كهال.