وصلتني نسخة من رواية عطر البارود للكاتب الإرتري هاشم محمود حسن، وهو أول عمل اتعرف عليه من خلاله، بل هو أول عمل أدبي مكتوب باللغة العربية يقع بين يدي من كتاب منطقة القرن الأفريقي. تلك المنطقة الملتهبة والمشحونة بالحروب والنزاعات والصراعات المتعددة.
طبيعي جدا أن تفرز تلك المنطقة كتابات جيدة تعكس ذلك الواقع المرير في قالب أدبي يتصل إلى الناس بهذه السهولة، وهذا ما تلمسته في هذه الرواية الجميلة التي تسافر بك من منطقة إلى أخرى ومن مشهد إلى آخر ومن جو درامي إلى كوميدي احيانا.
الحرب الطويلة لوطن الكاتب ضد المستعمر والبحث عن حرية هذا الوطن كان هدف الكاتب الذي اشتغل على هذا الجانب بتقنية عالية تجعل المتابع يغوص في أجواء ملبدة بالمشاهد والمشاعر المتعددة ليصل إلى الحقائق كما هي دون أي تكلف.
الشخوص في الرواية يسيرون في خطوط متوازية لا يفترقون كثيرا، بل تتشابه مصائرهم وتاخذهم في النهاية إلى مصير واحد.
من الهروب القسري إلى الملاجيء إلى المصير المجهول، تتعدد الطرق ويسير كل واحد بمحض إرادته في طريق مختلف ليجمعهم من جديد خط جديد يقود إلى الثورة مبتغي الجميع.
الثورة الهائجة والفائرة وهي تمر بعدد من المراحل لتحقق في النهاية غايات شعبها الحالم بالحرية.
تلك مشاهد رصدها الكاتب بلغة جميلة وسهلة تجعلك لا تتخلى عن الرواية وتعيش معها كل المسارات التي قادت إلى النصر من جوع وعطش وموت وميلاد جديد وخيانة وعاطفة تولد وسط كل هذه التناقضات.
هذاعمل يشبه كثيرا الاعمال السينمائيه لكثره الصور والمشاهد المثيره والمتعدده الجوانب