أصدر مركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية دراسة جديدة بعنوان ” كورونا… قراءة في التداعيات: تحولات عالمية- تأثيرات إقليمية- تغيرات داخلية” وذلك في ضوء ما تمر به البلاد والعالم بأكمله من أزمة انتشار فيروس كورونا.
أطلق المركز إصدارًا رقميًا من كتابه الجديد لدعم جهود الدولة في مواجهة الأزمة الوبائية الحالية والتي تحول دون الخروج من المنازل.
تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على تداعيات أزمة كورونا على المستوى العالمي والإقليمي والوطني وخاصة عن الأوضاع بعد انحسار المرض، وذلك من خلال عدد من المحاور تناول أولها طبيعة الأزمة من خلال تساؤل ورد في ذهن الجميع من بداية الأزمة هل هو وباء فيروسي أم حرب بيولوجية؟ ويأتي المحور الثاني ليعرض طريقة تعامل الدول مع الوضع الراهن وكيفية إدارة الأزمة في مختلف البلدان وهل هي إدارة أزمة أم أزمة إدارة.
وتطرق الكتاب للشأن الاقتصادي الذي يعد حتى الان الأكثر تضررًا من الأزمة حيث تناول الآثار المترتبة على تفشى فيروس كورونا على مختلف قطاعات الاقتصاد وكيفية مواجهة هذه التداعيات، كما يستعرض تأثير الوضع الحالي على التجارة العالمية والتوجه للتجارة الإلكترونية، وفي نفس السياق يلقي الكتاب الضوء على التغيرات التي ستطرأ على مستقبل الاقتصاد والتي تأتي في مقدمتها تأثير الوضع على الفكر الرأسمالي القائم ما سوف يواجهه من تغييرات.
ويعرض الكتاب تأثير فيروس كورونا على عديد القضايا العالمية ذات الأهمية ومنها قضية العولمة ويستعرض الكتاب السيناريوهات المتوقعة لما ستئول إليه العولمة بعد هذه الأزمة، وفي السياق ذاته يعرض الكتاب شكل النظام الدولي المتوقع بعد انتهاء هذه المرحلة الحرجة، ويعد التنظيم الدولي والمنظمات الدولية بموقفها من الأزمة أحد القضايا المهمة التي ستتأثر جراء هذا الوضع وهو ما يتطرق إليه الكتاب بالتفصيل ويحاول رصد عديد الإجراءات الواجب اتخاذها لإعادة هيكلة المنظمات الدولية.
أما عن الشأن الإقليمي فيلقي الضوء على الوضع في القارة وكيفية إدارة دول القارة الأفريقية للأزمة واستعدادتها وآليات المواجهة المطلوبة، وحجم الخطر الماثل الذي يستوجب تضامنًا دوليًا ودعمًا إنسانيًا لمواجهته.
وعن الوضع الداخلي أكد الكتاب على أن الوضع لن يؤثر فقط على المستوى العالمي وإنما أيضًا على الأوضاع الداخلية التي يأتي في مقدمتها دور الدولة إذ يؤكد الكتاب على تأثير الأزمة الحالية على عودة دور الدولة وأهميتها، وفي ذات السياق استعرض الكتاب أحد المؤسسات المهمة بالدولة وهو البرلمان ودوره في مجابهة التحديات والتهديدات والمخاطر ومساندة الدولة، والتحديات التي تواجه البرلمانات وكيفية مواجهتها.
وقدم الكتاب أيضًا تأثير الفيروس على واحد من أهم الوسائل الداخلية التي لا يغفل دورها في هذه الأزمة وهو الإعلام بوسائله المختلفة وخاصة الصحافة التي تعد أكثر الوسائل تأثرًا وما ينتظره بعد انتهاء الأزمة.
يقدم الكتاب رؤى بشأن محورية مراكز البحوث والدراسات ودورها في مواجهة الأزمات وضرورة ايلاء المزيد من الاهتمام بها، مشيرًا إلى عدد من الملفات المرتبطة بهذا الأمر منها ما يتعلق بالذكاء الاصطناعي وقضية التعليم عن بعد، التي كانت أحد أهم الوسائل التي اقرتها الحكومات لمواجهة الأزمة والحد من تفاقمها والثالث يتعلق بأهمية التوجه نحو بناء شبكة انترنت وطنية لحماية أمننا المعلوماتي.
قام بإعداد الكتاب عدد من الباحثين المتخصصين في العلوم السياسية في الشئون الاقتصادية، وأكد المركز على إصدار في تلك المرحلة الدقيقة في حياة الشعوب الإنسانية من منطلق الإيمان بدور مراكز البحوث والفكر والدراسات في تحليل الأزمة وتشريحها ودراسة أبعادها وجوانبها المختلفة، وأملاً منه في معاونة صانعي القرار ومتخذيه على الاستبصار برؤى علمية وأفكار عملية يمكن أن تدعمهم في إدارة مسئولياتهم فيما بعد الأزمة.